الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

فضائل الإستغفار

 فضائل الأستغفار وثوابه



إن الإستغفار كلمة يسيرة وخفيفة على اللسان لا تحتاج من الإنسان عناء مشقة أو جهد كبير فبإمكانه أن يستغفر الله عزوجل في كل دقيقة من حياته,ورغم يسرهذه الكلمة وخفتها على اللسان فأن ثوابها وجزاؤها عند الله عزوجل عظيم في الدنيا وفي الآخرة,وهي أثقل كلمة في الميزان فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان على الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)


ينعم الله سبحانه وتعالى على المستغفرين له في الأبكار والأسحار وحين يمسون وحين يصبحون بالعديد من النعم في الدنيا والأخرة ومنها:


1-يمن الله عزوجل على المستغفرين بنعمة المطر المدرارالنافع غير الضار, قال تعالى (وياقوم استغفروا ربكم وتوبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا)سورة هود الآية رقم (52), وقال تعالى(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا*يرسل عليكم السماء مدرارا)سورة نوح الآيات(10, 11).


2-يزيد الله المستغفرين في الدنيا قوة إلى قوتهم, قال تعالى(ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين) سورة هود الآية رقم (52)


3-يمدالله المستغفرين في الدنيا بأموال وبنين, قال تعالى(ويمدكم بأموال وبنين) سورة نوح الأية رقم (12)


4-يجعل الله للمستغفرين في الدنيا جنات وأنهارا, قال تعالى(ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)


5-يقي الله عزوجل المستغفرين من العذاب في الدنيا والأخرة, قال تعالى(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)سورة الأنفال الأية رقم(33)


6-يغفر الله عزوجل ذنوب المستغفرين لو بلغت عنان السماء ويرضى عنهم ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ولهم فيها أزواج مطهرة,قال تعالى(قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد*الذين يقولون ربنا إننا ءامنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار*الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار)صدق الله العظيم.سورة آل عمران الآيات(15- 17)وقال تعالى(إن المتقين في جنات وعيون*ءاخذين مآءاتاهم ربهم إنهم كانوا من قبل ذلك محسنين*كانوا قليلاً من الليل يهجعون* وبالاسحار هم يستغفرون)سورة الذاريات(15-18) وقال تعالى(والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فأستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون*أولئك جزآؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين)سورة آل عمران الآيات(135, 136)


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:قال الله تعالى:يا ابن آدم إنك مادعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي,يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك,يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شئيا لأتيتك بقرابها مغفرة) رواه الترمذي وقال حديث حسن.


اخواني:


عليكم بالاستغفار في كل وقت وحين واينما كنتم في أقامتكم في منازلكم وفي سفركم وفي طريقكم إلى العمل أو الوظيفة لكي تطهروا من ذنوبكم وتفوزوا بفضائل الاستغفار, فكلنا نخطئ ونذنب ونعصي الله عزوجل ونخرج عن الطريق القويم, ولكن علينا بالتوبة والإستغفار لأنهما يمحيان الذنوب, فليس احداً منا معصوم من الخطأ والذنب ولكن علينا أن أن نعلم أنه ليس هناك شئ يطهر الانسان من الذنوب التي يقترفها في يومه وليلته سوى الاستغفار والتوبة في الليل والنهار,فالمولى عزوجل قد خلقنا لأجل أن نذنب ثم نستغفر ونتوب إليه بعد كل ذنب نقترفه ولو لم نكن نذنب ونستغفرالله لأتى الله عزوجل بقوم غيرنا يذنبون ويستغفرون الله كما أخبرنا بذلك رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.


فما اعظم أن يعود الإنسان إلى ربه تائباً مستغفراً ذليلاً ودمعاه تنزل من عينيه على خديه كأنهما اللؤلؤ بل أنهما أغلى من ذلك لأنهما سينجيناه من النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ما معناه(عينان لن تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)


وما أعظم أن يقعد الإنسان مع نفسه في الثلث الأخير من الليل ويعاتبها ويحاسبها على ما اقترفته من ذنوب في يومها ويتوب إلى الله توبة نصوحة ويستغفر الله عزوجل مائة مرة ثم يقوم من فراشه ويتوضأ ثم يصلى لله ما شاء بطمائنية وخشوع فيسبح لله في كل ركوع وسجود ماشاء.


وما أعظم أن يقوم الإنسان من نومه في منتصف الليل أو الثلث الأخير من الفجر ثم يتوضأ ويصلي لله ما شاء ثم ينظر إلى السماء التي رفعها المولى عزوجل بلا عمد وزينها بالنجوم والشهاب والكواكب ويتفكر في ابداع صنع هذا الكون العظيم الذي يدل على عظمة قدرة الله الخالق العظيم الجبار القادر العلي القدير,مالك الملك, ويقول بصوت يسمع به نفسه يخرج من قلبه(سبحانك ربنا ما خلقت هذا باطلا فقنا عذاب النار) أو يقول مائة مرة بكلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتان في الميزان هما (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) وكل هذا لن يأخذ من وقته سوى ربع أو نصف ساعة على الأكثر وهذا ليس بوقت كثير إذا قضيته في التسبيح والأستغار فكم من أناس تمر دقائق وساعات وأيام وليل وأسابيع وشهور وسنوات من أعمارهم, وهم يلهفون وراء الدنيا الفانية ويطلبون ملذاتها الزائلة دون أن يسبحوا لله او يحمدوه على نعمه ودون أن يؤدوا ما عليهم من فرائض دينية لله عزوجل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق