الاثنين، 21 ديسمبر 2009

الأجازة الصيفية إفساد عاجل ووحش قاتل


بسم الله الرحمن الرحيم

الأجازة الصيفية إفساد عاجل ووحش قاتل

الأجازة الصيفية وما تولده من فراغ في حياة أولادنا, قد تكون إفساد عاجل يسبب في ضياع وإنحراف الكثير منهم, ووحش قاتل يدمر مستقبلهم ويفتك بهم, من خلال قضاء أوقاتهم في اللهو والترف والفواحش والمعاصي والذنوب والكبائربحرية كاملة, ودون رقابة أسرية, أو تكون شجرة مثمرة يجنون منها الثمار الطيبة طيلة حياتهم, من خلال حسن أستغلالها فيما ينفعهم في دنياهم وأخرتهم.
فكم من شاب يسقط ضحية للفراغ الصيفي, وتدمرالأجازة الصيفية مستقبله, ويحكم عليه بالضياع, ويصبح عضواً فاسداً في المجتمع, نتيجة إلتقائه في إحدى المنتزهات أو الكازينوهات أو المقاهي الليلية, بأحد أعوان الشيطان, وأرباب المعاصي والذنوب, وأصحاب السوابق الإجرامية, وأهل الكبائر الفعلية, والفواحش القولية, ممن يتربصون بأولادنا, كتربص الذئب لفريسته, فيستغلون الفراغ الذي يعيشه أولادنا خلال الإجازة الصيفية, فيرتادون الحدائق والمنتزهات والإستراحات والمقاهي الليلية للبحث عن فريسة جديدة من أولادنا المراهقين فيرمون عليه شباكهم ويجرونه إلي طريق الفواحش والذنوب والإنحلال الأخلاقي, تحت مسمى الصداقة والترفيه عن النفس وقتل الفراغ الصيفي, وأسرته في نوم وسبات لا تعلم عنه شئياً.
لأن الكثير من الأباء والأمهات للأسف الشديد يعتبرون الأجازة الصيفية, محطة راحة لأولادهم بدنياً وعقلياً, بل وراحة لأفراد الأسرة جميعاً, بعد عام دراسي حافل بالجهد والمثابرة والسهر والهموم والقلق, فيعطوا لهم الحرية الكاملة في الخروج من المنزل والذهاب أينما شاءوا ومتى شاءوا, ومجالسة من شاءوا, دون قيود أو حدود, مما قد يجعلها تتحول إلى قنبلة تدمر مستقبلهم, ووحش قاتل يفتك بهم ويقضي عليهم...
عن إبن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)رواه البخاري وإبن ماجة والترمذي.
فإذا لم تقم الأسرة بواجباتها تجاه أولادها خلال الأجازة الصيفية, وإستغلال الفراغ بما ينفعهم في دنياهم وأخرتهم, وحمايتهم من المتربصين بهم, جلساء السوء وقرناء الشيطان, فأن هناك العديد من الآثار السلبية التي يلحقها الفراغ الصيفي بأولادنا والتي لا شك يكون لها تأثير كبير على مستقبلهم في الحياة الدنيا ومصيرهم في الأخرة منها:
1-ترك الصلوات الخمس أوعدم أداؤها مع الجماعة في المسجد, لأنهم يسهرون طوال الليل أما في المقاهي والكازينوهات والملاهي الليلية أو في مشاهدة القنوات الهابطة, فلا ينامون إلا قبل صلاة الفجر ولا يصحون من النوم إلا بعد صلاة الظهر, فيتركون صلاتي الفجر والظهر في جماعة أو نهائياً, وأما وقت صلاة العصر والمغرب والعشاء فيكونوا إما في مقاهي الإنترنت أو في المنتزهات أو في الحدائق أو في الملاهي أو في الكازينوهات, منشغلين عن أداء الفرائض وعبادة الرحمن باللهو والترف والعصيان ...
2-ضياع أوقاتهم دون فائدة أو منفعة دنوية وأخروية, وأنما في الذنوب والمعاصي, حيث أنهم يقضون أغلب أوقاتهم في اللعب واللهو والترف سواء في الملاهي أوالمنتزهات أوالشوارع والأسواق أو الكازينوهات والمراقص,مع أن العمر قصير والوقت ثمين, والأنسان محاسب يوم القيامة عن كل دقيقة تمر من عمره, عن أبي برزة الأسلمي, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه, وعن علمه ما عمل به, وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه, وعن جسمه فيما أبلاه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح, رواه البيهقي وقال حديث حسن لغيره, والبزاز والطبراني بإسناد صحيح عن معاذ بن جبل رضى الله عنه, وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وصحيح الترغيب والترهيب..
3-الإختلاط بأهل السوء, والتعرف على أرباب المعاصي والذنوب, ومصادقة المنحرفين أخلاقياً وسلوكياً, وتشكيل عصابات شوارع, قد تجرهم إلى طريق الإجرام, والخروج عن الطريق القويم وأقتراف الافعال السيئة, وإرتكاب الفواحش والآثام ما ظهر منها وما بطن..
4- يصبحون خلال الأجازة الصيفية فريسة سهلة الاصطياد من قبل المتربصين بهم من أعوان الشيطان وحثالة المجتمع, فيفسدون أخلاقهم وسلوكياتهم, وجرهم إلى أرتكاب الفواحش والمعاصي والكبائر والافعال المخلة بالأداب.
5-السهر ليلاً في مشاهدة القنوات الماجنة والأفلام الخليعة, أو على اجهزة الكمبيوتر وشبكات الأنترنت.
6-تمضية أوقاتهم في مقاهي الأنترنت لممارسة ألعاب الجيم, أوالدخول إلى شبكة الأنترنت للتصفح في المواقع الخليعة ومشاهدة الصور والأفلام الجنسية, أوالدخول إلى غرف الدردشة للتحدث مع هذا وذاك بكلام هابط, فيتم أصطيادهم من قبل بعض أصدقاء السوء واعوان الشيطان من المدردشين, وجرهم نحو الرذيلة والذنوب والمعاصي والفواحش ما ظهر منها وما بطن والإنحلال الأخلاقي...
7-الخمول والتكاسل عن القراءة والمطالعة, وطمس ما تعلموه ونسيان ما حفظوه أثناء دراستهم..

المحامي: محمد قايد محمد الصايدي - الجمهورية اليمنية- محافظة إب (Lawyer: Mohammed Qaid Mohammed
Alsaidi)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق